السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِهِ الله فلا مضِل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، أكملَ الله به الدين وأتم به النعمة على المؤمنين، بلّغ رسالة ربه ونصح أمته وجاهَدَ في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون، اتّقوا الله تعالى واعلموا أنكم إخوة في دين الله، إخوة في الإيمان بالله وأن هذه الأخوّة أقوى من كل رابطة وصِلة، فيوم القيامة لا أنساب بين الخلق ولكنّ الأخلاء ﴿يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67] .
أيها المؤمنون بالله ورسوله، نَمّوا هذه الأخوّة وقوّوا تلك الرابطة بأن تفعلوا الأسباب التي شرعها الله لكم ورسوله، اغرسوا في قلوبكم المودّة والمحبة بعضكم لبعض فإن أوثق عرى الإيمان الحبُ في الله والبغض في الله ومَن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فقد نالَ ولاية الله؛ فإنما تُنال ولاية الله بذلك .
أيها المؤمنون، إن الأمة لن تكون أمة واحدة ولن يحصل لها قوة ولا عزّة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»(2) .
أيها المؤمنون، لقد أرست الشريعة الإسلامية أسس تلك الروابط والأواصر فشرع الله ورسوله للأمة ما يؤلف بينها ويقوّي وحدتها ويحفظ كرامتها وعزّتها ويجلب المودّة والمحبة ويطرد البغضاء والفرقة .
لقد شرع الله للأمة أن يسلّم بعضهم على بعض عند الملاقاة؛ فالسلام يغرس المحبة ويُقوي الإيمان ويُدخل الجنة، المؤمنون إخوة في كل مكان وفي كل زمان، فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فلْيسلّم عليه ولْيكن أحرص منه على بدء السلام «فإن خير الناس مَن بدأهم بالسلام»(3)وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان يبدأ مَن لقيه بالسلام»(4) بل كان صلى الله عليه وسلم «يسلّم على الصبيان إذا مَرّ بهم»(5) وذلك من أجل أن يربّيهم التربية الإسلامية على محبة السلام وإفشائه وليرد عليه أخوه بجواب يسمعه فيقول: وعليك السلام، ولا يكفي أن يقول «أهلاً وسهلاً» أو «مرحبًا» أو كلمةً نحوها حتى يقول: وعليكم السلام أو عليك السلام، لو قال الإنسان لأخيه ردًّا على سلامه، لو قال: «أهلاً وسهلاً» ألف مرّة فإن ذمته لا تبرأ بذلك وهو آثم حتى يقول: عليك السلام .
فانتبهوا - أيها المؤمنون - لهذا فإن كثيرًا من الناس إذا رَدّ فإنما يقول: أهلاً وسهلاً أو مرحبًا بأبي فلان أو ما أشبه ذلك وهذا لا تبرأ به الذمة ولا يسقط به الإثم؛ لأن رَدّ السلام واجب، يقول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، ومن المعلوم أن قول «أهلاً ومرحبًا» ليس مثل قول «السلام عليكم» ولا أحسن منه؛ لأن قول القائل: «السلامُ عليكم» أو «السلام عليك» دعاء لأخيه بالسلامة من كل ما يؤذيه ويضرّه، فهي كلمة خبرية ولكنّها بمعنى الدعاء .
أيها المسلمون، سمعتم قول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، وهذا يشمل حسنها باعتبار الصيغة ويشمل حسنها باعتبار الأداء، ومن الناس مَن إذا سلّمت عليه بصوت مرتفع بيّن يسمعه سماعًا واضحًا لا يرد عليك إلا بصوت خافت ربما لا تسمعه، لا يرد عليك إلا بأنْفه وهذا يدل إما على الجهل التام و إما على الكبرياء والعياذ بالله، فإذا سلّم عليك أخوك بصوت بيّن واضح فردّ عليه بمثل صوته أو أبْين منه حتى تكون مؤدّيًا ما أوجب الله عليك .
أيها المسلمون، إنه لا يَحِل للمسلم أن يهجر أخاه المسلم؛ لأن ذلك يوجب الكراهة والبغضاء والتفرّق إلا إذا كان مجاهرًا بمعصية وكان في هجره فائدة تردعه عن المعصية .
فالهجر - أيها الإخوة - بمنزلة الدواء إن كان نافعًا بإزالة المعصية أو تخفيفها كان مطلوبًا وإلا فلا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَحِل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرضُ هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»(6) ومن المعلوم أن من عقيدة أهل السنّة والجماعة أن الإنسان لا يخرج من الإيمان بالمعاصي وإن عظمت؛ وعلى هذا فالأصل تحريم هجر المسلم إلا إذا كان على معصية وكان في هجرِهِ فائدة لتقليل المعصية أو اجتنابها .
أيها المسلمون، وإن من الأمور التي تؤيّد أواصر المحبة وتوجب للإنسان الثواب أن يعود الإنسان أخاه إذا مرض فإن عيادَة المريض تجلب المودّة وترقّق القلب وتزيد في الإيمان والثواب، فمَن عادَ مريضًا ناداه منادٍ من السماء: طبتَ وطاب ممشاك، ومَن عاد أخاه المسلم لم يزل في جنى الجنة حتى يرجع، وينبغي لِمَن عاد المريض أن يكون مباركًا عليه فيذكّره بِمَا ينبغي أن يذكّره به وأن لا يُطيل الجلوس عنده إلا إذا كان يرغب ذلك وينبغي أن يذكّره بِمَا أعدّ الله للصابرين من الثواب وبِمَا في المصائب من تكفير السيئات وأن لكل كربة فرجة ويفتح له باب التوبة والخروج من حقوق الناس واغتنام الوقت بالذكْر والقراءة والاستغفار وغيرها مِمّا يقرّب إلى الله ويرشده إلى ما يلزمه في عباداته من الوضوء بالماء إن قدر عليه أو التيمم إن لم يستطع وكيف يصلي؛ فإن كثيرًا من المرضى يجهلون كثيرًا من أحكام الطهارة والصلاة ولا يحقرنّ أحدكم شيئًا من تذكير المريض وإرشاده؛ فإن المريض قد رقّت نفسه وخشع قلبه فهو إلى قبول الحق والتوجيه قريب، واحرصوا - رحمكم الله - على أن تعلموهم ما يلزمهم في مسائل الصلاة والطهارة .
ولقد عاد أخٌ من المسلمين أخًا له في الله وهو مريض فجعل يتحدّث إليه فقال له: واللهِ إني منذ خمسة عشر يومًا وإني لأجمع بين الصلاتين وأقصر، فتأمّل كيف وصلت حال هذا المريض وأمثاله كثير إلى أن يظن أنه إذا جازَ الجمع جاز القصر وهذا خطأ؛ فإن القصر ليس له إلا سبب واحد وهو السفر، فمَن كان مقيمًا فلا قصر له ولكن ربّما يَحِل له الجمع إذا كان يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها .
أيها المسلمون، وإن من الأمور التي توجب المودّة والألفة واجتماع الأمة الإصلاحَ بين الناس كما قال الله عزَّ وجل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات: 10]، وأخبر عزَّ وجل أن هذا هو الخير فقال: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 114]، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تعدل بين اثنين صدقة»(7) .
أيها المؤمنون، إن الإصلاح بين المؤمنين رأب للصدع ولَمٌّ للشعث وإصلاح للمجتمع كله وثواب عظيم لِمَن ابتغى به وجه الله؛ إن الموفّق هو الذي إذا رأى بين اثنين عداوةً وتباعدًا سعى بينهما في إزالة تلك العداوة والتباعد حتى يكونا صديقين متقاربين، وإن الإنسان المخذول المتّبع لهواه هو الذي إذا رأى بين اثنين صداقة وقرابة سعى بالإفساد بينهما.
أيها المسلمون، وإن من الأمور التي تؤدي إلى اجتماع المسلمين على كلمة واحدة التشاور بينهم في أمورهم حتى تتم الأمور وتنجح على الوجه الأكمل فإن الآراء إذا اجتمعت مع الفهم والدراية وحسْن النيّة تحقّقَ الخير وزال الشر بإذن الله، فإذا حصل عند الإنسان إشكال في أمر ديني أو أمر دنيوي فإن من المشروع أن يشاور مَن هو أعلم به في ذلك حتى يكون دالاً له على الخير والمستشار مؤتمن، فعلى مَن استشير في شيء أن يؤدي النصيحة لأخيه؛ لأنه إذا شاوَرَك فقد ائتمنك .
وإن من القواعد الأصيلة بين المسلمين أن يسعوا في كل أمر يؤلّف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحّد رأيهم وأن ينابذوا كل ما يضاد ذلك؛ ومن أجل هذا حرمَ على المسلمين أن يهجر بعضهم بعضًا إلا لمصلحة شرعية كما سمعتم .
وإن من المؤسف أن نرى أو يرى بعض الناس رجلاً حريصًا على الخير جادًّا في فعله ولكنّ الشيطان غرّه في هجر أخيه المسلم من أجل أغراض شخصية ومصلحة دنيوية وربما كان هذا الإنسان قريبًا له فيجمع بين الهجْر وقطيعة الرحم، أفَلَم تعلم - أيها المسلم - أن الإسلام الذي مَنّ الله به عليك أسمى وأعلى من أن تؤثر الأغراض الشخصية أو المصالح الدنيوية في الصلة بين أفرادك ؟
فاتّقوا الله - أيها المسلمون - واحرصوا على ما يجلب المودّة بينكم ويُبعد العداوة والبغضاء؛ فإن ذلك من صميم ما جاء به الإسلام .
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعًا من مفاتيح الخير ومغاليق الشر، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذّن بالزيادة لِمَن شكر، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك مَن أشرك به وكفر، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله سيّد البشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن بهداهم اهتدى، وسلّم تسليمًا.
أما بعد:
أيها الناس، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: 1]، أفْشوا السلام بينكم حتى تحابوا وتدخلوا الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «واللهِ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَفَلا أُخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفْشوا السلام بينكم»(
والسلام إنما يكون بين المؤمنين أما الكفار فإنه لا يحل لأحد أن يبدأهم بالسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام»(9) وإذا كنا نُهينا أن نبدأ اليهود والنصارى بالسلام فإن مَن سواهم مثلهم فلا يَحِل أن نبدأ أي كافر بالسلام ولكنْ إذا سلّم عليك فردّ عليه فإن سلّم عليك بسلام صريح فقال: «السلام عليك» فلا حرج أن تقول: «عليك السلام» لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، أما إذا أبْهمَ فقال: «السّام عليك» مثلاً كما كان اليهود يقولونه حينما يسلّمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم كانوا إذا مرّوا به قالوا: «السّام عليك يا محمد»(10) والسّام هو: الموت، يدعون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالموت قاتلهم الله ولعنهم .
إذا كان الكافر لا يُفصح بالسلام فإنك تقول: «وعليك» فقط ولا تقل: «عليك السلام» واعلموا - أيها المؤمنون - أنه لا ينبغي لنا كأمة مسلمة أن يتلاقى بعضنا مع بعض ولا نسلّم؛ إن بعض الناس يقول: «أنا الكبير فالحق لي فلا أسلّم» لأن الحق على الصغير أن يسلّم على الكبير وعلى القليل أن يسلّم على الكثير وعلى الماشي أن يسلّم على القاعد ولكنْ إذا لم يأتِ الإنسان بِمَا هو خير فسلّم أنت ولو كنت أنت الكبير؛ حتى لا تضيع السنّة بينكما .
«واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة»(11) «وكل ضلالة في النار»(12) «وعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شَذّ شَذّ في النار»(13) واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جَلّ من قائل عليمًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56] .
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبّته واتّباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم اجعلنا مِمّن قدّم قوله على قول كل أحد وهديه على هدي كل أحد يا رب العالمين .
اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسْقنا من حوضه، اللهم أدْخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصدِّيقين، والشهداء والصالحين اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين، اللهم ارضَ عن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنّا معهم وأصْلح أحوالنا كما أصْلحت أحوالهم يا رب العالمين .
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصر مَن جاهدوا في سبيلك لتحكيم الكتاب والسنّة، اللهم انصر كل مَن جاهدوا في سبيلك لتحكيم الكتاب والسنّة، اللهم انصر كل مَن جاهدوا في سبيلك لتحكيم الكتاب والسنّة، اللهم انصرهم على مَن ناوأهم وعلى مَن عاداهم يا رب العالمين .
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم أصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أصْلح للمسلمين ولاة أمورهم واجعل ولايتهم فيمَن خافك واتّقاك يا رب العالمين .
اللهم أصْلح لولاة أمورنا البطانة، اللهم أصْلح لولاة أمورنا البطانة وأعِنهم على تحمّل الأمانة، اللهم مَن كان من بطانتهم بطانة سوء فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيّوم .
اللهم ألِّف بين قلوبنا وأزِل العداوة بيننا واجعلنا إخوة متناصرين بالحق، اللهم وفِّقنا لِمَا تحب وترضى يا رب العالمين .
عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذْكركم، واشكروه على نِعَمِه يزدْكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45] .
-------------
(1) أخرجه البخاري [481]، وأخرجه مسلم [2585] من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .
(2) أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه [4686] من حديث النعمان بن بشير -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [البِر والصلة والآداب] باب: تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنّة والجماعة -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسنده الكوفيين، من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه [7706] ت ط ع .
(3) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الأدب] باب: الهجر وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ» [5613]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [البِر والصلة والآداب] باب: تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي [4643] ت ط ع .
(4) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [العلم] باب: مَن أعاد الحديث ثلاثًا ليفهم عنه فقال: أَلا وقول الزور فما زال يكررها، وقال ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل بلغت ثلاثًا [93] ت ط ع .
(5) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الاستئذان] باب: السلام على الصبيان [5778]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [السلام] باب: استحباب السلام على الصبيان [4032]، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه [12552] ت ط ع .
(6) أخرجه البخاري [6077]، وأخرجه مسلم [2560] من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه .
(7) أخرجه بنحوه البخاري [2989]، وأخرجه مسلم [1009] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(
أخرجه الإمام أحمد [2/442]، ومسلم [54] [93] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(9) أخرجه مسلم [1432] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(10) أخرجه الطبراني في [المعجم الأوسط] من حديث معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- في الجزء [5] الصفحة [146] رقم [4910]، وأخرجه أيضًا -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند الشاميين، من حديث معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- في الجزء [3] الصفحة [103] [1896] واللفظ له .
(11) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الجمعة] باب: تخفيف الصلاة والخطبة [1435] ت ط ع .
(12) أخرجه النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [العيدين] باب: كيف الخطبة [1560] ت ط ع .
(13) أخرجه الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الفتن] باب: ما جاء في لزوم الجماعة [2093] ت ط ع .